بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 سبتمبر 2013

المناخ و النزاعات بين البشر


 لاحظ الباحثون أنّ المزاج يتعكّر بارتفاع درجات الحرارة، و تتفق هذه النتيجة مع مجموعة مُتزايدة من الأبحاث التي تقترح بأن التَّغيُّر المناخي يُحرّض بشكلٍ أو بآخر على الصراع بين البشر.
طبقًا لما أفاد به العلماء لمجلة "العلم Science" فإن التغيّرات الصغيرة في درجاتِ الحرارة و الأمطار تلعبُ دورًا جوهريًا في زيادة خطر النزاع بمختلف أنواعه، من المشاحنات الشخصية إلى الانهيارات الإجتماعية و الحرب الأهلية الطاحنة. جاءت هذه النتيجة بعد مراجعة الباحثين لبياناتٍ مستقاة من 60 دراسة حول العدوان البشري و التغيرات البيئية التي امتدت لتشمل ست قارات لأكثر من 1200 سنة.

وجد الباحثون بأن زيادة الإنحراف المعياري (Standard deviation) بمُعدّل درجة واحدة يحدث كلما ارتفعت درجة الحرارة لأحد الأشهر بمقدار أعلى من المعتاد بحوالي 3 درجة سيليزية من شأنه أن يزيد من وتيرة النزاعات الشخصية بمعدل 4% و حوالي 14% من النزاعات الجماعية كالشغب و الحرب الأهلية.

كذلك فالجفاف والفيضانات لها تأثير واضح على النزاعات البشرية في البلدان النامية و المتقدمة، و إن كان تأثيرها أقل من تأثير درجات الحرارة.
يُحذّر الباحث "سولومون سيانج" المتخصص بالتقنيات الرياضية في الإقتصاد في جامعة كاليفورنيا بيركلي و فريقه البحثي من إحتمالية زيادة وضوح تأثير المناخ في السلوك البشري يزيادة درجة حرارة الأرض و تغير أنماط سقوط الأمطار معبراً بالقول: "أثار مستوى التناسب في كيفية إستجابة البشر دهشتنا".

لم يحاول الباحثون تفسير كيفية تسليط المناخ لتأثيره الواضح على السلوك البشري، ولكنهم ربطوا بين التطرف المناخي و أنماط مختلفة من النزاعات البشرية، من سقوط إمبراطورية المايا في القرن التاسع إلى ضربات محترفي كرة السلة المتعمدة لخصومهم بالكرة، و لكن الإفتقار إلى الآليات السببية يجعل العديد من علماء السياسية متشككين بشأن التأثير البيئي في في الصراعات بين البشر و الذي يعزوه هؤلاء العلماء إلى مجموعة من العوامل الإجتماعية المعقدة.

و يصف " إيديَن صالحيان" الباحث في العلوم السياسية في جامعة تكساس الشمالية في دنتون قائلا: "من الصعب تصوّر أن الآليات السببية المسؤولة عن تصرف اللاعبين بعدوانية هي ذاتها التي ترتبط بالحرب و إنهيار الدول".

و يصف هالفرد بوهاوج، عالم السياسية في مؤسسة السلام للأبحاث في أوسلو – النرويج بدورهِ، بأن الدراسة الأخيرة أثرت في إعتقاده بأن الصلة بين المناخ و الصراع ضعيفة و تفتقر للتماسك، إذ وجد بأن مستوى الصراعات في أفريقيا قد إنخفض في العقود الأخيرة بالرغم من الإرتفاع المُلاحظ لدرجات الحرارة هناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق